سعودي نيوز
يتجاوز مرضُ “الخرف” مجردَ فقدان الذاكرة؛ فهو يضعف ببطء قدرة الشخص على التفكير بوضوح وتذكر الأشياء وفهم العالم من حوله؛ ولهذا يثير هذا المرض سؤالًا غريبًا: “هل يدرك الأشخاص المصابون بالخرف أنهم مصابون به؟”.
وحسب تقرير على موقع مجلة “نورويغ ساينس ريبورت” العلمية: فإن “الخرف – Dementia” ليس مرضًا واحدًا، ولكنه مصطلح لمجموعة من الأعراض الناجمة عن أمراض تلحق الضرر بالدماغ؛ ومن هذه الأمراض
– “ألزهايمر” هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف، ويسبب تقلُّصًا في الدماغ وموت خلاياه في النهاية، وتدهور الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.
– الخرف الوعائي هو فقدان التركيز وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات والتخطيط بسبب تلف خلايا الدماغ الناتج عن نقص الأوكسجين في الدماغ.
– خَرَف أجسام ليوي الذي يسبِّب تدهور القدرات الذهنية تدريجيًّا، وقد يرى المرضى أشياء غير موجودة. ويُعرف ذلك بالهلاوس البصرية، ولكنهم قد يتعرضون كذلك لتغيُّرات في الانتباه والتركيز.
مشكلة الخرف هي عدم معرفة المرض
ومشكلة “الخرف” الأساسية تكمن في ظاهرة تعرف بـ”أناسوغنشيا – anosognosia”، وتعني “عدم معرفة المرض”، ويصف هذا المصطلح حالة لا يدرك فيها الشخص أنه يعاني من مشكلة صحية، بما في ذلك الخرف.
الخرف في المراحل المبكرة.. إدراك وحزن
في المراحل المبكرة يلاحظ العديد من مرضى الخرف أنهم يكافحون مع أشياء مثل محاولة تذكر الأسماء أو متابعة المحادثات أو أداء المهام اليومية.
هنا يدرك المريض بعض مشاكل المرض، وقد يكون هذا الأمر مزعجًا للغاية، وقد يؤدي إلى الشعور بالحزن أو الإحباط. قد يصاب بعض الأشخاص بالقلق أو الاكتئاب؛ لأنهم يدركون الصعوبات التي يواجهونها. قد يقلقون بشأن المستقبل أو يشعرون بالحرج مما يحدث لهم.
الخرف في المراحل المتأخرة.. لا إدراك وراحة
مع تفاقم المرض يضعف أو يتدهور تمامًا وعي المريض؛ لأن الخرف يكون قد انتشر إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التأمل الذاتي والبصيرة، في المراحل اللاحقة، يفقد العديد من الأشخاص القدرة على التعرف على مشاكلهم المعرفية تمامًا.
في حين أن هذا الافتقار إلى الوعي قد يكون مؤلمًا لأفراد الأسرة أو مقدمي الرعاية، إلا أنه يحمي الشخص المصاب بالخرف من الحزن والألم العاطفي الناتج عن فهم تدهوره.
مصاعب الرعاية بسبب عدم الإدراك
ويضيف التقرير: هناك أوقات يتسبب فيها هذا الجهل بتحديات، على سبيل المثال قد يصرّ شخص مصاب بالخرف على أنه بخير ويرفض المساعدة، حتى عندما يحتاج إليها بوضوح. يمكن أن يجعل هذا من الصعب على مقدمي الرعاية تقديم الدعم المناسب.
من ناحية أخرى بالنسبة للشخص المصاب بالخرف، فإن عدم إدراك حالته قد يجلب له شعورًا بالسلام من خلال حمايته من القلق أو الخوف.
زيادة الوعي ليست دائمًا الحل الأفضل
حاول الباحثون إيجاد طرق لتحسين الوعي لدى الأشخاص المصابين بالخرف، لكن النتائج كانت مختلطة، فقد ساعدت بعض الأنشطة، مثل العلاج الشخصي أو تمارين الذاكرة، في مساعدة الأشخاص على فهم حالتهم بشكل أفضل.
المهم كرامة المريض وجودة حياته
ومع ذلك فإنَّ زيادة الوعي ليست دائمًا الحلّ الأفضل؛ فبالنسبة للبعض قد تعيد مشاعر الحزن أو الخوف؛ لذلك من المهم موازنة الوعي بالراحة والكرامة.
من الضروري التركيز على الحفاظ على كرامة وجودة حياة الشخص المصاب بالخرف، بغض النظرّ عن مكانه في تقدم المرض.
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .