سعودي نيوز
بطلبٍ من فريقٍ علمي مرتبطٍ بوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، قام مرصد الختم الفلكي في أبو ظبي بأرصادٍ فلكيّة احترافيّة تساعد على توجيه مركبة فضائية أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عام 2021م، في مهمة تُسمى “Lucy” لاستكشاف بعض الكويكبات الواقعة بالقرب من كوكب المشتري.
تُظهر هذه المشاركة أهمية دور الإمارات في المجال الفلكي، حيث تؤكّد مكانتها كدولة رائدة في المنطقة، وتُسهم هذه الجهود في تعزيز سمعة الإمارات وتشجيع التعاون الدولي في المشاريع العلمية الكبيرة، مما يُبرز قدراتها المتقدّمة في دعم البحوث واستكشاف الفضاء.
من جهته، ذكر المهندس خلفان بن سلطان النعيمي؛ رئيس مركز الفلك الدولي، في بيانٍ أورده المركز لـ “سبق”، أن المرصد تلقى طلباً أخيراً من رئيس الفريق العلمي لأحد المراصد الفلكية في المملكة البريطانية، والذي يشرف على مجموعة من المراصد الفلكية تقع في أماكن مختلفة في العالم، وذلك لرصد أحد الكويكبات الواقعة بالقرب من كوكب المشتري، حيث أكّد رئيس الفريق أهمية موقع دولة الإمارات للمشاركة في هذه الحملة العالمية، وذلك نظراً لقلة المراصد الفلكية الاحترافية في المنطقة العربية والمناطق الواقعة على نفس خط طولها، وبالتالي فإن الأرصاد العربية ستكون مُكملة للأرصاد الواقعة ما بين شرق العالم وغربه.
وأوضح “النعيمي”؛ في البيان، أن الكويكب المطلوب رصدُه عبارة عن كويكب ثنائي، بمعنى أنه يتكون من كويكبَيْن يدوران حول بعضهما بعضاً مرة واحدة كل 103 ساعات، ويُسمى الكويكب الكبير (617 Patroclus) ويبلغ قطره 113 كم، ويُسمى الكويكب الأصغر (Menoetius) ويبلغ قطره 104 كم. وهذا الكويكب هو واحد من خمسة كويكبات تقع بالقرب من المشتري ستزوره مركبة “ناسا” الفضائية عام 2033م.
وأضاف “النعيمي”؛ أن المطلوب من المراصد المشاركة في هذه الحملة هو رصد هذا الكويكب الثنائي عندما يعبر أحد الكويكبات أمام الآخر، وعندها يقل اللمعان الكلي للمنظومة، ومن خلال رصد هذه الظاهرة مرات عدة وبقياس موعد ومقدار التغيُّر في اللمعان سيتمكن المسؤولون عن المركبة الفضائية من معرفة وضع الكويكبَيْن بشكلٍ دقيقٍ قبل وصول المركبة إليهما.
وأشار إلى أن هذا الرصد متاحٌ فقط عندما يقع مستوى دوران الكويكبَيْن على نفس مستوى نظرنا من الأرض، وهو ما سيحدث مرتين فقط: الأولى، في الفترة من أبريل إلى ديسمبر 2024، والأخرى، من يناير إلى يونيو 2030م.
من جهةٍ أخرى، ذكر المهندس محمد شوكت عودة؛ مدير مرصد الختم الفلكي أن أهمية الرصد تكمن في أن المهام العلمية للمركبة الفضائية لرصد الكويكب، ومنها أنظمة التوجيه ومهام التصوير ومدة التصوير يجب أن تُبرمج مسبقاً وبشكلٍ دقيقٍ؛ لأن هذه المهام ستتم بشكلٍ آلي دون تدخُّل الإنسان، ولا توجد فرصة ثانية للقيام بهذه الأرصاد، ولا يمكن إضاعة الوقت عند وصول المركبة لإعادة توجيهها، فالزمن الذي يحتاج إليه الضوء ليصل من تلك المسافة هو نحو 50 دقيقة، وهذا يعني أن أيَّ أمر توجيه سيستغرق أكثر من 100 دقيقة لتنفيذه، وهذا قد يؤدي إلى فشل المهمة بالكامل. لذلك من الضروري ولضمان نجاح المهمة معرفة العناصر المدارية لمنظومة الكويكب بشكلٍ دقيقٍ قبل وصول المركبة إليه.
من هنا كان النداء للمراصد الفلكية العالمية القادرة على إجراء هذا النوع من الأرصاد، بالمشاركة في مهمة الرصد.
وأضاف “عودة”؛ أن عملية الرصد تتمثل في تصوير الكويكب صوراً متتالية لساعاتٍ عدّة عند مرور أحد الكويكبات أمام الآخر، ونظراً لأن مدة العبور قد تستغرق نحو سبع ساعات، فمن الصعب أن يتمكن مرصدٌ واحدٌ فقط من رصد كامل الظاهرة من أولها لآخرها، لذلك كان من الضروري القيام بحملة عالمية تشارك فيها مراصد فلكية من مختلف دول العالم، من أستراليا شرقاً حتى الولايات المتحدة غرباً، وبعد تجميع أرصاد مختلف المراصد مع بعضها بعضاً يمكن رسم المنحنى الضوئي لتغيُّر لمعان الكويكب عند كل ظاهرة عبور، إذ يتم تحليل كل صورة على حدة، ويتم قياس شدة لمعان الكويكب في كل صورة، وبعد التحليل يلاحظ اختلاف لمعان الكويكب بشكلٍ دوري، ومن خلال تحديد الزمن الدوري للاختلاف تتم معرفة مدة دوران الكويكبَيْن حول بعضهما بعضا.
وأكّد “عودة”؛ أنه واستجابة لذلك قام مرصد الختم الفلكي، بأول رصدٍ للكويكب بتاريخ 25 يوليو 2024، وكان آخرها يوم 23 أكتوبر 2024م، وشارك في هذه الحملة 18 مرصداً عالمياً، أربعة منها في أستراليا، وواحدٌ فقط في آسيا، وهو مرصد الختم الفلكي، وواحدٌ في إفريقيا، وسبعة في أوروبا، وخمسة في قارتَي أمريكا.
وبلغت مجموع الأرصاد الكلية لجميع المراصد 21 رصداً، وكان مرصد الختم الفلكي صاحب أكبر عددٍ من الأرصاد، إذ بلغت 10 أرصاد، تلاه مرصدٌ في الولايات المتحدة بواقع 7 أرصاد.
ونتج عن هذه الأرصاد نشر بحث علمي في المجلة العلمية (The Minor Planet Bulletin)، ويعرض البحث نتائج أرصاد جميع المراصد، والمنحنى الضوئي لكل ظاهرة من الـ 21، وذلك في العدد الفصلي يناير – مارس 2025م، وذلك بعنوان: “617 PATROCLUS-MENOETIUS MUTUAL EVENT LIGHT CURVES”
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .