رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، مساء الأربعاء 8 جمادى الآخرة 1440هـ، حفل افتتاح ووضع حجر الأساس لمشاريع منطقة الرياض، الذي أقيم في قصر الحكم بمنطقة الرياض.
وفور وصول خادم الحرمين الشريفين إلى منطقة قصر الحكم، كان في استقباله رعاه الله – صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
معرض “سلمان والرياض”
بعدها عزف السلام الملكي السعودي، ثم قام خادم الحرمين الشريفين بجولة في معرض “سلمان والرياض” الذي أقيم في بهو قصر الحكم بهذه المناسبة، وضم مجموعة من الصورة التي تناولت سيرة ومسيرة خادم الحرمين الشريفين في قيادة منطقة الرياض خلال الفترة ما بين عامي 1374 و1432هـ، وأوجزت ستة عقود من القيادة الحكيمة، والرعاية الكريمة، والتأسيس المتواصل، والخطط المتوالية، والاستغلال الأمثل للموارد والخبرات.
مجسّم الرياض القديمة
عقب ذلك اطلع خادم الحرمين الشريفين، على “مجسّم الرياض القديمة”، المستوحى من أولى الخرائط القديمة لمدينة الرياض، والتي تضمنها كتاب “الرياض القديمة”، الذي يوثّق لمرحلة مهمة من تاريخ مدينة الرياض، أثناء بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسّس عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله.
بعدها انتقل خادم الحرمين الشريفين إلى المجلس الرئيسي بقصر الحكم، حيث بدء الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس منطقة الرياض، كلمة قال فيها:
“في هذا اليوم المبارك، ومن قلب قصر الحكم الذي عاصر العديد من البطولات والإنجازات التي شهدتها هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، حتى هذا العهد الزاهر، نحتفي يا خادم الحرمين الشريفين بزيارتكم الميمونة وتشريفكم الكريم، لهذا الصرح الوطني الشامخ، ونستذكر مسيرتكم المباركة على مدى أكثر من نصف قرن، عندما حظيت عاصمتنا الرياض، بقيادتكم الحكيمة، ورعايتكم الكريمة ودعمكم السخي، واستنارت برؤيتكم الثاقبة، فأدرتم بمهارة واقتدار دفة قيادتها وفق أحدث أسس التطوير الشامل في تطوير المدن الكبرى، حتى غدت واحدة من أسرع مدن المنطقة نمواً، وأفضلها ازدهاراً، وأعلاها جودة في بنيتها التحتية ومقوماتها الحضارية والاقتصادية”.
وتابع سموه: “امتداداً لهذه المسيرة المباركة، نقطف في هذا اليوم المبارك، ثمار غرسكم اليانع، ونتشرف برعايتكم السامية الكريمة، لافتتاحِ جملة من مشاريعِ الخير والنماء في منطقة الرياض، ضمن مسيرة النهضة التنموية، والتطوير الطموح الذي تشهده كافة مناطق المملكة في هذا العهد الزاهر، تحت قيادتكم الحكيمة، أيدكم الله، وعضدكم المبارك، سمو ولي عهدكم الأمين، حفظه الله، وتحت مظلة رؤية المملكة الطموحة 2030، التي تتسارع فيها الخطى لتعزيز مكانة المملكة، واستثمار إمكاناتها وقدراتها ومقوماتها، واستشراف مستقبلها الواعد بمشيئة الله”.
وأضاف سمو أمير منطقة الرياض: ” تغطي هذه المشاريع التنموية قطاعات: الصحة والتعليم والنقل والبيئة والبنية التحتية والإسكان والاقتصاد والصناعة والمرافق والخدمات العامة، وتعم جميع مدن ومحافظات المنطقة، وستسهم بمشيئة الله، في تيسير سبل الحياة الكريمة والعيش الرغيد لسكّانها”.
وفي ختام كلمته أشار سمو الأمير فيصل بن بندر، إلى أن منطقة الرياض كسائر مناطق المملكة، تتطلع في هذا العهد الزاهر، تحت قيادة الملك سلمان الحكيمة، وحكمه الرشيد، إلى مستقبل واعد زاخر بالمنجزات والنجاح في مختلف قطاعاتها، وفي كافة أرجائها بمشيئة الله. داعياً الله بدوام العزة والنصر والتأييد لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين، وأن يحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها ورخاءها وازدهارها.
الفيلم الوثائقي: سلمان .. ذاكرة الرياض
عقب ذلك، جرى عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان “سلمان.. ذاكرة الرياض” على شاشة عملاقة أقيمت في القاعة، تناول الارتباط الوثيق الذي يربط الملك سلمان بمدينة الرياض، ابتداءَ من نشأته في الرياض على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، وكونه السند الأمين لملوك المملكة البررة، رحمهم الله، ومروراً بصدور الأمر الملكي بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض، وتوليه مسؤولية قيادة العاصمة بما يحمله ذلك من بعد سياسي واستراتيجي مهم، وصولاً إلى تحقيق حلمه، أيده الله، بالنهوض بالرياض إلى المكانة المرموقة التي تليق بها كأحد كبرى الحواضر العالمية الرائدة، وتهيئة العاصمة لإطلاق إمكاناتها وقدراتها التنافسية لتحقيق مستقبل واعد زاخر بالنجاح والازدهار بمشيئة الله، في ظل (رؤية المملكة 2030) التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.
افتتاح ووضع حجر الأساس لـ 1281 مشروعاً بقيمة 82 مليار ريال في المنطقة
بعدها شاهد خادم الحرمين الشريفين، عرضاً عن المشاريع التنموية التي تشهدها منطقة الرياض، البالغ عددها الإجمالي 1281 مشروعاً بقيمة إجمالية تزيد عن 82.3 مليار ريال، ثم قام أيده الله، بافتتاح 921 مشروعاً من بين هذه المشاريع أنجز تنفيذها مؤخراً في منطقة الرياض بتكلفة إجمالية تجاوزت 52 مليار ريال، ووضع حجر الأساس لإطلاق أعمال تنفيذ 360 مشروعاً جديداً بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليار ريال. وتغطي كافة قطاعات المنطقة التنموية.
وتضمنت هذه المشاريع 166 مشروعاُ في قطاع التعليم بتكلفة إجمالية تجاوزت 3.6 مليار ريال، غطت خدمات التعليم بمختلف مراحله: العام والعالي والتعليم الفني والتدريب المهني، وشملت مراكز للإشراف و141 مشروعاً لمدارس البنيين والبنات، في مدينة الرياض والمحافظات، وكلية للهندسة بالدوادمي، ومباني أكاديمية في المدينة الجامعية بالمجمعة، والفرع النسائي لمعهد الإدارة العامة بمدينة الرياض، وكلية إعداد المدربين بالرياض.
وبلغ عدد مشاريع قطاع الخدمات الصحية 43 مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت نحو 11.6 مليار ريال، توزعت بين مشاريع إنشاء مستشفيات الأطفال والنساء والمدن الطبية، ومراكز الرعاية الأولية، ومراكز الهلال الأحمر، والمختبرات، والخدمات الصحية المساندة، ومن أبرز هذه المشاريع: مشروع المجمع الطبي الأمني لوزارة الداخلية بالرياض بسعة استيعابية تبلغ 1241 سرير، ومشروع البرج الطبي للنساء والولادة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بطاقة استيعابية تبلغ 284 سرير، ومستشفى سابك التخصصي للصحة النفسية، ومستشفى شمال الرياض بسعة 300 سرير، و30 مشروعاً لإنشاء مراكز للرعاية الأولية الصحية في المنطقة، ومشاريع المختبرات والخدمات الصحية المساندة، وإنشاء مركزين للهلال الأحمر السعودي، ومختبر الغذاء التابع لهيئة الغذاء والدواء بمدينة الرياض.
كما بلغ عدد مشاريع قطاع المرافق العامة 315 مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت نحو 40 مليار ريال، توزعت بين مشاريع: الكهرباء، المياه، الصرف الصحي، الغاز الطبيعي، والاتصالات، وشملت 41 مشروعاً للربط بين محطات الكهرباء، و26 مشروعاً في قطاع توزيع الكهرباء على المنازل، وإنشاء 26 محطة لتوليد الكهرباء وتوزيعها، وإقامة 30 مشروعاً لتعزيز الكهرباء، وإنشاء محطة كهرباء التوليد الـ 13 في محافظة ضرما، ومحطة التوليد الـ 14 في مدينة الرياض ، وتوسعة توسعة محطة الكهرباء العاشرة في مدينة الرياض.
وبلغت مشاريع شبكات الصرف الصحي المنجزة في المنطقة، 15 مشروعاً، فيما تم وضع حجر الأساس لتنفيذ خمسة مشاريع لشبكات جديدة، في الوقت الذي بلغت فيه مشاريع تصريف السيول ودرء أخطارها في المنطقة 44 مشروعاً ، ووضع حجر الأساس لـتنفيذ 28 مشروعاً.
كما اشتمل قطاع المياه في منطقة الرياض، على طرح مشروع نظام نقل المياه من الجبيل إلى الرياض للتنفيذ بطول إجمالي للأنابيب بلغ 839 كيلو متر، إلى جانب مشروع تنفيذ خطوط التغذية الجديدة لمدينة الرياض، وإنجاز 21 مشروعاً لتنفيذ شبكات جديدة للمياه واستبدال وتحسين الشبكات القديمة، وحفر 13 بئراً وخزان للمياه في منطقة الرياض، فيما بلغت مشاريع قطاع الاتصالات، 10 مشاريع في مختلف أرجاء منطقة الرياض، شملت مشاريع إيصال الخدمات عبر الشبكات السلكية واللاسلكية والألياف البصرية.
كما بلغت مشاريع قطاع الإسكان في المنطقة، 15 مشروعاً بتكلفة إجمالية تزيد عن 6.5 مليار ريال، من أبرزها: مشروع إسكان منسوبي الحرس الوطني في مدينة الرياض الذي يشتمل على إنشاء 5950 فلة سكنية، إضافة إلى مشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس بمعهد الإدارة العامة في مدينة الرياض الذي اشتمل على إنشاء 250 فيلا سكنية، إلى جانب مشاريع الإسكان التابعة لوزارة الإسكان، التي اشتملت إنشاء 1317 فيلة سكنية وتجهيز 4426 قطعة أرض في كل من الدوادمي والعيينة وشقراء والزلفي والمجمعة والسليل والحريق وحريملاء والأفلاج.
وبلغت مشاريع قطاع النقل والطرق تنفيذ 363 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت 7.6 مليار ريال، شملت في قطاع الطرق 280 مشروعاً، ووضع حجر الأساس لإنشاء 78 مشروعاً في القطاع، ومن أبرز هذه المشاريع: مشروع تطوير شرق طريق الملك عبدالله بمدينة الرياض، ومشروع ازدواج المحور الذي يربط طريق الخرج بطريق الدمام السريع، بطول 34 كيلو متر، ومشروع ازدواج الطرق التي تخدم المنشآت الحكومية على طريقي الرياض – الدمام، وطريق الرياض – خريص، إضافة إلى تنفيذ 25 مشروعاً للطرق الزراعية في منطقة الرياض، ووضع حجر الأساس لتنفيذ 18 مشروعاً لطرق ثانوية وقصيرة في المنطقة.
ومن أبرز مشاريع تطوير المطارات: مشروع تطوير صالات مطار الملك خالد الدولي (1 و2 و3 و4) والمباني الموصلة بينها، وتطوير الأنظمة الكهربائية والميكانيكية وأنظمة تقنية المعلومات، وإنشاء نفق للخدمات الأرضية تحت ممر الطائرات، وتطوير وتوسعة المدارج والممرات ومواقف الطائرات بالمطار.
وبلغت مشاريع قطاع الخدمات العامة في منطقة الرياض 313 مشروعاً بقيمة إجمالية تتجاوز 2.3 مليار ريال، شملت مشاريع: المساجد، والخدمات الاجتماعية والإدارية، والبلدية والأمنية، والترفيهية والرياضية، ومن أبرزها: مشروع التأهيل البيئي للبحيرات جنوب مدينة الرياض، ومشروع “متحف سابك”، ومشروع تطوير المدينة الرياضية بالمجمعة، ومشروع نادي الأنوار الرياضي بحوطة بني تميم، ومشاريع المقرات الأمنية، ومشاريع الخدمات البلدية مثل الساحات العامة في الأحياء السكنية، والمباني البلدية والحدائق، ومشاريع تحسين المشهد الحضري.
كما بلغت مشاريع قطاع التنمية الاقتصادية 66 مشروعًا بتكلفة إجمالية تزيد عن 10.3 مليار ريال، توزعت بين المشاريع الزراعية والسياحية والصناعية ومشاريع الفنادق والخدمات المساندة، ومن أبرزها: مشروع المدينة الرقمية بمدينة الرياض، ومشروع إنشاء مركز الملك عبد العزيز للخيل الأصيلة بمتنزه الثمامة البري، ومشروع تطوير مدينة سدير للصناعة والأعمال، ومشروع تطوير المدينة الصناعية بالخرج، إضافة إلى 26 مشروعاً في قطاع الصناعة بالمنطقة ، وضع حجر الأساس لخمسة مشاريع في القطاع،
بعد ذلك، شاهد خادم الحرمين الشريفين أداء “العرضة السعودية” في ساحة الصفاة، وشرّف حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة، ثم غادر قصر الحكم مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحاب.
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .