قال محافظ مؤسسة النقد، الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي: “إن العملة السعودية الجديدة من الإصدار السادس تضم مميزات كبيرة، من بينها شريط أمني ثلاثي الأبعاد، وأيضًا ستخدم إخواننا المكفوفين من خلال خط بارز للتعرف عليها”.
جاء ذلك في مضامين كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير المالية محمد الجدعان في حفل تدشين الإصدار الجديد، بحضور وزير المالية الأسبق الدكتور إبراهيم العساف بحسب صحيفة سبق.
وإليكم كلمة الحفل كاملة:
إخواني.. يسعدني أن أرحب بكم جميعًا في حفل إطلاق تصاميم الإصدار السادس من العملة الوطنية بنوعَيْها (المعدني والورقي) في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله -.
تمارس النقود دورًا حيويًّا متزايدًا في الأنشطة الاقتصادية بمختلف أنواعها؛ فقد توسع استخدامها في العصر الحديث نتيجة التطوُّر الهائل في التقنية والنقل والاتصالات ونظم المدفوعات والانفتاح التجاري والمالي؛ لتتجاوز بذلك وظائفها الأساسية كمقياس للقيمة، ووسيط للتبادل.
وفي المملكة العربية السعودية ساهم استقرار قيمة العملة الوطنية، والتوسع المدروس في عرض النقود عبر وسائل الدفع المختلفة، بدور مهم في تفعيل مساهمة القطاع المالي في التنمية الاقتصادية. كما شهد الاقتصاد الوطني نموًّا واضحًا وشاملاً في العقود الماضية، خاصة في العقد الأخير، من خلال استكمال معظم مقومات البنية التحتية، وتطوير القوى العاملة، وكفاءة عوامل الإنتاج، والانفتاح على العالم الخارجي؛ ليتمكن من مواصلة النمو، وتعزيز قدراته على مواجهة التحديات القائمة أو المتجددة، التي تفرضها تطورات السوق الدولية للنفط الخام.
وقد تبنت الحكومة -أيدها الله – في هذا العام برنامجًا طموحًا لغد أكثر إشراقًا، من خلال رؤية السعودية 2030، التي تتضمن أهدافًا متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد المحلي معتمدة – بعد اللـه – على سواعد أبنائها المخلصين، وقدرات السعودية المالية والاستثمارية الضخمة كمحور مهم، ترتكز عليها الرؤية لتحقيق الاستدامة في النمو. ومما لا شك فيه أن هذا يتطلب قطاعًا نقديًّا فاعلاً وحديثًا، وعملة وطنية مستقرة.
يشكل الريال السعودي رمزًا وطنيًّا غاليًا في قلب كل مواطن، كما يُعدُّ أداة بناء رئيسة في مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها السعودية.. ويرسم كل إصدار من إصدارته صورة مشرقة للتنمية الاقتصادية التي تمت في العهد الميمون لكل ملك من ملوك هذا الوطن المبارك.
وقد شهد الريال إصدارات متعددة، يعود تاريخ بدايتها إلى سك ربع القرش ونصف القرش السعودي سنة 1343هـ باسم الملك المؤسس – رحمه الله – عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ثم الإصدارات الخمسة المتتابعة بشقيها المعدني والورقي، وبفئاتها المتنوعة، التي مارست أدوارها المهمة في التنمية الاقتصادية وفقًا لمعطيات كل مرحلة.
يسعدني في هذه الليلة بكل فخر واعتزاز إعلان تدشين الإصدار السادس للريال السعودي بفئاته المعدنية والورقية المتعددة، التي صُممت وفق أحدث التقنيات والمقاييس والمعايير العالمية، مع انتقاء أفضل المواصفات الفنية والأمنية المتاحة التي تليق بمكانة عملة السعودية والمركز الرائد لمؤسسة النقد العربي السعودي، وتعزز ترسيخ الثقة بمتانة وسلامة الريال السعودي.
وتعتزم المؤسسة طرح الإصدار السادس من العملة الورقية والمعدنية في التداول؛ ليكون متوافرًا في جميع فروع المؤسسة ابتداء من يوم 27 ربيع الأول لعام 1438هـ، الموافق 26 ديسمبر لعام 2016م. وسيتم تداول فئات الإصدار الجديد جنبًا إلى جنب مع العملة الورقية والمعدنية المتداوَلة حاليًا بجميع فئاتها بصفتها عملة رسمية للدولة، لها قوة الإبراء.
ولتلبية احتياجات السوق من النقد فسوف تستمر المؤسسة في طرح ما لديها من مخزون من الإصدار الخامس للعملة.
ويتضمن الإصدار السادس من العملات الورقية العديد من المعالم والصور التي تعكس الثوابت الدينية والتاريخية والتطورات الاقتصادية التي تحققت في السعودية. وتتصدر صورة مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وجه أعلى فئات الإصدار الورقي، وهي فئة الخمسمائة ريال، وكذلك على وجه أعلى فئات الإصدار المعدني، هي فئة الريالين. كما تضمن الإصدار صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- على وجه باقي فئات الإصدار الورقي، إضافة لفئة الريال المعدني.
وبشكل موجز فقد تضمنت فئات الإصدار الورقي معالم عدة، ستعرض عليكم بعد قليل.
وإضافة إلى ما تضمنه الإصدار من صور ومعالم قيمة، فقد روعيت في تصميمه الجوانب الجمالية، وذلك من خلال إضافة ألوان متناسقة وجذابة، وزخارف هندسية فريدة مستوحاة من التراث المعماري الإسلامي.
أما من ناحية المواصفات الفنية ومستوى الأمان في الأوراق النقدية لهذا الإصدار فقد حرصت المؤسسة على إنتاج ورق طباعة بمواصفات فنية عالية، تواكب أحدث المستجدات في هذا المجال، وتساعد على إطالة عمرها الافتراضي، إضافة إلى حماية فئات هذا الإصدار بأحدث العلامات الأمنية وأجودها، التي تسهِّل على المتعاملين التأكد من سلامتها.
ولعل من أبرز العلامات الأمنية التي تم تضمينها في الإصدار الورقي الجديد ما يأتي:
الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد الذي يعد من أحدث العلامات الأمنية العالمية المستخدمة حاليًا في عملات العديد من دول العالم، كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. ويوفر الشريط لمستخدمي العملة الورقية علامة أمنية، تسهل على حائزها التأكد من سلامتها بنظرة سريعة.
تم تعزيز الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد كعلامة رئيسة داعمة بعلامتين أمنيتين، هما الشريط الفضي، وطبقة الأحبار الخاصة، التي تُظهر أشكال وزخارف ثلاثية الأبعاد، تتحرك حسب زاوية إمالة الورقة النقدية.
تم تضمين الإصدار السادس بالعلامة المائية التقليدية، والعلامات المائية المطورة، وكذلك بالأحبار الفسفورية المرئية وغير المرئية، إضافة إلى السمات الأمنية المقروءة آليًّا، التي تساعد المختصين على الفحص الآلي للتأكد من سلامة الورقة.
ولإخواننا وأبنائنا المكفوفين أُضيفت على أطراف الأوراق النقدية طباعة بارزة، تساعدهم على التعرف على فئات الإصدار.
أيها الحفل الكريم.. أولت المؤسسة العملة المعدنية في الإصدار السادس اهتمامًا وعناية خاصة؛ فهي تعد جزءًا لا يتجزأ من العملة ووسائل الدفع في الاقتصاد الوطني؛ فقد أجرت المؤسسة دراسات متعمقة ومستفيضة لتداولها، وآلية الحفاظ على جودتها، وضمان توافرها لشرائح المجتمع كافة من أفراد وقطاع تجزئة ومصارف بالفئات المطلوبة في جميع أنحاء السعودية.
وخلصت الدراسات إلى أن تصاميم العملة المعدنية الحالية قد مضى عليها فترة طويلة، ومعظمها بلون واحد، وبأحجام كبيرة ثقيلة الوزن نسبيًّا، يصعب حملها؛ ما أضعف الإقبال على تداولها، وأدى إلى الإحجام عن تداول الريال المعدني، وعدم رواجه.
ومع ارتفاع كميات فئة الريال الواحد الورقي في التداول، الذي أصبح يشكل نصف عدد الأوراق النقدية المتداولة، زادت التحديات التي تواجه المتعاملين بالنقد، بما في ذلك المؤسسة والبنوك والمحال التجارية؛ ما فاقم صعوبة عد وفرز الكميات الضخمة منها.
وعليه، فقد تقرر أن يحل الريال المعدني تدريجيًّا محل الريال الورقي؛ إذ إن سك وتداول الريال المعدني له العديد من الآثار الإيجابية على الاقتصاد السعودي؛ فالعمر الافتراضي للعملة المعدنية يُقدَّر بما بين 20 و25 سنة، مقارنة بالعمر الافتراضي للعملة الورقية الذي يقدر بما بين 12 و18 شهرًا، حسب ظروف تداولها.
كما أظهرت الدراسات أن إضافة فئة جديدة إلى فئات العملة المعدنية ستؤدي إلى تقليل عدد القطع المعدنية التي يحملها الشخص، وتساعد على إيجاد نوع من التوازن بين العملتَيْن المعدنية والورقية، وبخاصة ما دون فئة (الخمسة ريالات الورقية)، وهي الممارسة المعتادة في العديد من الدول.
وبناء عليه، تقرر إصدار فئة نقدية معدنية جديدة للتداول، قيمتها ريالان.
أيها الحفل الكريم.. إن التطورات التي شهدتها صناعة العملة المعدنية خلال العقود الماضية تتيح إعادة تصميم فئات العملة المعدنية بألوان وأشكال أكثر جاذبية، وبأحجام أصغر، وأوزان أخف، تساعد على حملها وتداولها، بما يظهر قيمة العملة، ويدعو للثقة بها واحترامها، وبما يتناسب مع مكانة الاقتصاد السعودي.
أيها الحضور الكرام.. في الختام لا يسعني إلا أن أجدد لكم خالص شكري وتقديري على مشاركتكم لنا في هذه المناسبة التاريخية، وأدعو الله العلي القدير أن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار، وأن تواصل السعودية مسيرتها التنموية في ظل الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله -، وسمو ولي عهده الأمين وولي ولي العهد – يحفظهما الله -.
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .