“اليد الواحدة لا تصفق”.. عبارة رسخت في آذان سكان حي “ضاحية لبن” الواقع في الناحية الغربية من الرياض، ومعها أدركوا أهمية اتحادهم من أجل تطوُّر ونهضة الحي الذي يستحوذ على 17 % من مساحة العاصمة، ويقطنه أكثر من 350 ألف نسمة، ويعتبر الوجه الآخر المشرق للحي الدبلوماسي نظير قربه منهم، وسكن بعض الهيئات الدبلوماسية والأمنية فيه.
تسمية الحي بهذا الاسم
هندسيًّا، تُعرف الضاحية بأنها تلك المنطقة السكنية الواقعة في الإطار الخارجي للمدينة. وفي العاصمة الرياض يحضر اسم الضاحية في غير معناه؛ فضاحية “لبن” التي باتت تتوسط مجموعة من أحياء الرياض، وتشهد حركة استثمارية وتنموية ملحوظة، لم تغب تساؤلات سبب تسميتها بهذا الاسم، وسط أقاويل واجتهادات تقول بأنها تعود لكون وادي الحي أحد الروافد المهمة لوادي حنيفة، ويوازيه في الجريان، ونسبة لعذوبة مياهه ولطافة جوه في جميع المواسم. أما الرواية الأخرى فتقول إن تربة الحي ولبنتها خلف تلك التسمية؛ باعتبارها تعد من أنظف وأفضل الأنواع؛ واعتمدت العاصمة عليها كثيرًا في أغراض البناء والعمارة.
“ضاحية الملك سلمان”
لم تشفع تلك الأقاويل والاجتهادات لرضا الأهالي عن هذه التسمية، بل بحثوا عن اسم جديد، يتناسب مع توجُّه الحي في النهضة العمرانية والنشاط الاستثماري الكبير؛ ليتفق الكثير من السكان، ويبدؤوا فعليًّا في اختيار “ضاحية الملك سلمان” اسمًا جديدًا، يأملون بأن يرى النور على جنبات طرقاتهم ومنازلهم؛ لفخرهم واعتزازهم بقائد الحزم والعزم، معلنين رفعهم هذا المقترح رسميًّا للجهات المعنية.
عمل فردي تحوَّل لخلية نحل مشرفة
ولم تكن طموحات ساكني الحي، وبحثهم في السابق عن تطور الخدمات الواقعة بالقرب من منازلهم، وذهابهم فرادى لمراجعة الجهات المعنية، طمعًا في نيل خدمات شبيهة بتلك التي يجدونها في الأحياء الأخرى، دون أن يعلموا أن تلك الأحلام ستصبح في المستقبل القريب نموذجًا يُحتذى به في العمل التطوعي؛ وذلك عندما تم تأسيس أول فريق تطوعي، ربما يعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الرياض، ويعمل تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ويهدف لتوحيد جهود المطالبة بخدمات الحي ورصد احتياجاته.
قصة تأسيسه وبلاغات خلية النحل
وانتقلت فكرة تأسيس الفريق، الذي كان بصمة مشرفة تحسب للرئيس الفخري عبد الرحمن الثبيتي، عندها انطلقت خلية نحل فريق “تطوير لبن 2030″؛ لتعمل على نهضة الحي وتطويره من خلال تعاونها مع الجهات المعنية، كرصد المخالفات المرورية، ورفع بلاغات سوء البنية التحية ومشاكل الصرف الصحي والمياه، وعقد اجتماعات دورية مع مسؤولي الجهات المعنية لبحث مستجدات تطوير الحي..
فريق يعمل بـ100 عضو متطوع
وتعود نشأة “الفريق” إلى ما قبل عام تحديدًا؛ وذلك بعدما كانت مطالب الأهالي تُقدَّم بشكل فردي، والكثير منهم ينظر للخدمات من زاويته؛ حينها قرر بعض وجهاء الحي والباحثين عن تطويره ونهضته أن يكون هناك لحمة وتكاتف لتوحيد وتضافر الجهود، معلنين تأسيسهم فريقًا، لا يتجاوز عدد أعضائه 10 أفراد فقط، كخطة أولية لإعداده، قبل أن يتم وضع الأهداف والرسالة التي أُسس الفريق من أجلها. كما قاموا برسم الخطة الاستراتيجية له من خلال تنظيم عمل الفريق وسيره بكل احترافية، قبل أن يتم تأسيس مجلس إدارة مكون من 14 عضوًا، حينها ازداد عدد أعضاء الفريق؛ ليبلغوا مؤشر 100 عضو في ثمانية أشهر فقط من تأسيسه.
لجان نشطة ومظلة رسمية
لم يغفل مجلس إدارة الفريق، الذي يرأسه الدكتور عبد الله الناهسي، عن سلكهم الطرق النظامية لتسجيل الفريق تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كما قاموا بتقسيم العمل من خلال تكوين لجان عدة، تنفذ بعمالها دون تداخل أو ازدواجية، كـ(لجنة المرور، لجنة الصرف الصحي، لجنة الخدمات العامة، لجنة الطرق، لجنة المياه النقية ولجنة الأمانة والخدمات البلدية).. وتشكيل رؤساء لتلك اللجان، وعملهم على اختيار الأعضاء النشطين، وتقسيمهم للانخراط في متابعة عمل كل لجنة على حدة.
66 مركبة تالفة وبلاغات متتالية
المتابع لعمل الفريق الذي أشبه ما يكون بخلية النحل يجد كاميرا الهواتف المحمولة الخاصة بهم لا تتوقف عن رصد المخالفات، قبل أن يتحولوا لعمل شبيه بما تقوم به “دوريات المرور السرية” من خلال رصدهم المركبات التالفة التي شوهت الحي، وإيصالها للمرور، قبل أن يتجاوب معهم ويقوم برفع 66 مركبة تالفة في الحي. وكذلك يقومون بعمل شبه يومي، يتمثل في تقديم بلاغات حول مشاكل الصرف الصحي وتسرب المياه على التطبيقات المتاحة للجهات المعنية.
زحام المخارج وحلوله المؤقتة
وعما قُدِّم للحي من خدمات تنموية وصحية بدعم وتضافر جهود الأهالي، قال رئيس مجلس إدارة فريق تطوير لبن 20300، الدكتور عبدالله الناهسي، لـ”سبق”: بحمد الله تم القضاء على الزحام اليومي الذي كان يشكل عقبة أمام سالكي “طريق الشفاء – مخرج 33″؛ وذلك بعدما تم إلغاء إشارة المخرج، واستبدالها بـ”يوتيرن” كحل جزئي؛ كان سببًا – بعد الله – في حل مشكلته. كما يجري العمل حاليًا مع المسؤولين لعمل الطريقة نفسها في المخرج الثاني للحي، الذي يسمى بـ”طريق الطائف – مخرج34″.
خدمات جديدة بين مستحدثة وقادمة
وأضاف: كما تم افتتاح مركز صحي في الجهة الشرقية من الحي؛ لتصبح الحصيلة الصحية 33 مراكز، وسط مطالب باستحداث مستشفى عام كبير نظرًا للكثافة السكانية. كما تم افتتاح 6 مدارس حكومية هذا العام، بينما يجري العمل لافتتاح فرع كتابة عدل قريبًا، وبعض البنوك المصرفية الشهيرة، وأيضًا مكتب خدمات لشركة الاتصالات السعودية (Stc)، إضافة إلى أن العمل جار على استحداث مول تجاري ضخم، يحد من خروج الأهالي بحثًا عن أمثاله في الأحياء المجاورة.
فريق مروري يساند حركة الحي
وأكد “الناهسي” أن مدير مرور الرياض، الدكتور محمد بن شباب البقمي، أمر بتشكيل فريق مروري أمني معني بالحي، له ارتباط مباشر معنا؛ لنقدم له ملاحظاتنا على الحركة المرورية. وكانت هذه الخطوة الموفقة سببًا في تطبيق مقولة الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز “المواطن رجل الأمن الأول”.
حوادث تهدد حركة المخارج.. ومطالب بزيادتها
مشيرًا إلى أن المطالبات مع وزارة النقل لا تزال جارية فيما يتعلق باعتماد مخارج إضافية للحي بدلاً من اقتصارها على مخرجي “333-34″، وذلك من خلال ربط طريقي “عسير وينبع” بالطريق الدائري؛ وذلك نظرًا للكثافة السكانية والحركة المرورية التي قد تشل بمجرد وقوع حادث مروري عند أحد مخارج الحي.
معضلة الصرف الصحي.. وارتفاع معدل الجريمة
وقال “الناهسي”: مطالبنا كثيرة، ولكن لعل أكثر ما يؤرق الحي في الوقت الحالي هو معضلة الصرف الصحي وإغراقه الطرقات؛ الأمر الذي كان سببًا في انتشار البعوض والحشرات، وظهور المستنقعات، مع تخوف السكان من اختلاطها بالمياه النقية. وأضاف: عدم وجود مركز للشرطة، وارتباطنا مع حي العريجاء، جعلا معدل الجريمة في تزايد ما بين السطو على المنازل أو المحال التجارية، أو حتى سرقة المركبات كما حدث في الأسبوع الماضي، قبل أن تطيح الجهات الأمنية مشكورة بالعصابة الأجنبية الخطيرة. مطالبًا باستحداث مركز وسط قرابة 350 ألف نسمة.
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .