هكذا تسابق العالم وأمريكا لكسب ود المملكة.. من الإقالة إلى الإثارة

maxresdefault 165
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

maxresdefault 165

رصدت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية تقريراً، يتحدث عن اتساع النفوذ السعودي في العالم، وتسابق الدول الغربية وأمريكا والدول الإسلامية لكسب ودها، خلال الثلاثة أشهر الماضية، وساقت العديد من الشواهد على هذا التحول المحموم التي وصفته بالدراماتيكي ويثبت دون شك مكانة المملكة العربية السعودية الجيوسياسية والاقتصادية في العالم؛ حيث جاء ذلك في مقال للخبير في العلاقات الدولية “أوليفيه غيتا” المدير التنفيذي لشركة “جلوبال ستار”، وهي شركة للاستشارات الأمنية والمخاطر الجيوسياسية.
وتفصيلاً نقلا عن موقع سبق، قال الكاتب: “قبل ثلاثة أشهر فقط بدت السعودية تخسر حلفاءها بسرعة، كما كان واضحاً للمراقب، والآن تحوّل هذا الزخم بشكل دراماتيكي، هذا البحر من التغييرات يثبت كيف يمكن للقوة الجيوسياسية أن تستدير بسرعة؛ حيث كانت الشرارة لذلك التحول في انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تستدير إدارته بأمريكا إلى الخلف نحو حلفائها المعتادين في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ومصر، على عكس استراتيجية “أوباما” الخاطئة في المنطقة”.
ويضيف: “يبدو أن الغرب قد أدرك أخيراً أن المملكة العربية السعودية لا تزال حليفاً قوياً وحيوياً وسوقاً ضخماً”، واستعرض الكاتب الشواهد على ذلك بالقول: “لقد دافعت الحكومة الكندية الليبرالية عن صفقة أسلحة قيمتها 15 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية، وعضّت عليها بالأسنان والأظافر أمام قاضي المحكمة الاتحادية في مونتريال الذي فشل في إلغائها”.
كما زارت وزيرة الدفاع الألمانية، مؤخراً، السعودية؛ لإبرام صفقة تدريبية لضباط القوات المسلحة السعودية، وتابع: “أما الولايات المتحدة فهي تساعد المملكة العربية السعودية على تعزيز أمن الحدود وتدريب القوات الجوية السعودية على استهداف الأهداف العسكرية بدقة”.
وأردف: “لقد كانت بريطانيا مصرّة على الاستمرار في بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، كما قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أنه لا يعتبر ان اليمن عقبة تحول دون بيع الأسلحة، وأضاف بأسلوبه الفظّ جداً بالقول: “إذا نحن لم نبِع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، شخص آخر سيفعل”، وأضاف الكاتب: “لقد كرر ديفيد كاميرون وحتى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن المعلومات الاستخباراتية السعودية حمت بريطانيا على نطاق واسع من الهجمات الإرهابية”.
وأوضح الكاتب: “من الواضح أن العلاقات السعودية مع الدول الأخرى في العالم الإسلامي قد تحسنت أيضاً”، وساق أمثلة على ذلك قائلاً: “أولاً، لقد أعلن الرئيس الشيشاني القوي رمضان قديروف أنه لا يحمل أي ضغينة ضد المملكة عندما زار السعودية مؤخراً، حيث استقبله ولي ولي العهد محمد بن سلمان، وحظي بترحيب حار من قبل الأمير، لقد جاء هذا التطور بعد استضافة الشيشان مؤتمراً جمع الشخصيات الدينية السنية من أنحاء العالم، وانتقد فيه السلفية في شهر أغسطس”.
وزاد الكاتب بالقول: “تونس لم ترغب في هزّ القارب مع المملكة، وبالتالي أقالت وزير الشؤون الدينية بسبب “مهاجمته أسس الدبلوماسية”، بعد تصريحاته المحرجة للغاية عمّا أسماها الكاتب بالوهابية في المملكة العربية السعودية”.
وتابع: “لقد تابعنا الرئيس الجديد في لبنان المدعوم من حزب الله ميشال عون، وهو يقوم بمغازلة المملكة العربية السعودية؛ في محاولة لاستعادة المساعدات العسكرية المتوقفة بعد توتر العلاقات بين البلدين، والتي كادت أن تنقطع بسبب سيطرة إيران المتزايدة على لبنان، وخلال محادثاته مع الرئيس عون أكد الملك سلمان أن تعزيز العلاقات بين البلدين يضمن الاستقرار للبنان”.
وزاد الكاتب بالقول: “ثم مصر والتي كانت العلاقات بينها وبين السعودية متقلبة من البرودة إلى السخونة على حد سواء، عادت مصر وبذلت جهوداً لتهدئة التوتر مع المملكة، ولإثبات حسن نيتها، وافق زعيم مصر عبدالفتاح السيسي على تسليم السعودية السيطرة على جزيرتين في البحر الأحمر تابعتين للمملكة العربية السعودية”.
وأردف قائلاً: “وأخيراً عمان، التي توسطت في الاتفاق النووي ولديها علاقات ممتازة مع إيران، انضمّت مؤخراً إلى التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية ضد الإرهاب، في إشارة واضحة على تحسن العلاقات مع الرياض”.
واستطرد: “لقد كانت إيران متصدرة قبل بضعة أشهر فقط؛ بعد تفوقها في حرب العلاقات العامة ضد المملكة العربية السعودية؛ لكن طهران والمجتمع الدولي أدركوا أخيراً أن البيت الأبيض الجديد لن يكون حليفاً لهم كما كانت إدارة أوباما”.
وأشار إلى “كل من التصريحات العلنية وتعيينات الرئيس المنتخب ترامب تشير إلى انعكاس هائل في السياسة الخارجية تجاه إيران، وقد أخذت كل من الشركات والدول علماً بذلك التحول.
وتعجّب الكاتب بالقول: “إنه أمر مثير للاهتمام أن هناك بلدين يُعتبران حليفين لإيران منذ فترة طويلة، ويعملان معها بشكل قريب جداً، سارا تجاه المملكة العربية السعودية، وهذا ينظر إليه بمثابة هجوم على إيران”، ويشرح الكاتب: “أولاً، لقد قررت إيطاليا -الشريك التاريخي لإيران- التقرب من السعودية، ودعت لإحياء الاتفاقية الأمنية النائمة منذ 2007 مع المملكة العربية السعودية”.
ثانياً وبحسب الكاتب: “البلد الثاني، وهو تحوّل يعتبر أكثر إثارة للدهشة.. إنها الجزائر، لقد ارتفعت درجة حرارة العلاقات بينها وبين السعودية، وكانت البداية مع زيارة ولي العهد الأمير محمد بن نايف لقضاء “عطلة” طويلة في الجزائر، وهو على عكس العادة؛ حيث يفضل السعوديون المغرب موطناً لقضاء الإجازات”.
وأسهب بالقول: “تاريخياً، كانت الجزائر واحدة من الدول السنية الوحيدة التي وقفت إلى جانب إيران، ولكن الآن تبدو مستعدة للتفاوض مع المملكة العربية السعودية، لقد أصبح الاقتصاد الجزائري الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الطاقة، في حالة وخيمة، ويبدو أنهم تحولوا إلى السعودية؛ للمساعدة بدلاً من إيران، في إشارة إلى انعدام فائدتها”.
واختتم: “على الرغم من أن الملف السوري واليمني لم يُحسما بعد؛ إلا أن الموقف الدبلوماسي للمملكة قد تحول بشكل هائل خلال فترة الثلاثة أشهر الماضية”.


  ● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .

‫0 تعليق